دخل آلاف سائقي الشاحنات في إيران، يوم الخميس، في إضراب واسع النطاق شمل عشرات المدن، احتجاجاً على تدهور أوضاعهم المعيشية وارتفاع تكاليف التشغيل، ما أدى إلى شلل في عدد كبير من محطات النقل وتوقف عمليات الشحن.
◾ توقف واسع في المحطات
وبحسب تقارير محلية، أوقف السائقون عمليات التحميل وامتنعوا عن التوجه إلى المحطات في مدن عدة، بينها طهران، تبريز، أراك، بندرعباس، قزوين، شيراز، وكرمانشاه، استجابةً لدعوة من اتحاد نقابات سائقي الشاحنات.
وشهدت محطات كبرى مثل محطة طهران حالة شلل تام، حيث لم تُسجَّل أي عملية شحن، فيما أكّد السائقون أن الإضراب سيستمر لأسبوع كامل.
◾ أسباب الإضراب
بحسب وكالة “هرنا”، أبرز أسباب الإضراب تشمل:
- نقص حصص الوقود (الديزل)
- ارتفاع كبير في تكاليف التأمين والصيانة
- تدني أجور نقل البضائع
- ارتفاع رسوم الطرق
- تردي الأوضاع المعيشية
وقال سائقون إن رسوم التأمين ارتفعت من 1.3 مليون إلى أكثر من 3.3 مليون تومان شهرياً، دون تناسب مع دخلهم، فيما تستمر أسعار قطع الغيار والوقود في الارتفاع.
◾ شكاوى السائقين
في مقاطع فيديو متداولة على منصات التواصل، عبّر عدد من السائقين عن استيائهم من الضغوط المعيشية. قال أحدهم:
“ننقل البضائع، وندفع الضرائب، ونتحمل الغرامات… ثم نجد أقساط التأمين تتضاعف. لم نعد أحياء، نحن نحترق.”
ويشير سائقون إلى أن معظمهم لا يملكون الشاحنات التي يقودونها، ما يدفعهم لتحمل كلفة الإيجار والتأمين، وسط غموض مستقبلهم التقاعدي والصحي.
◾ أسطول متهالك وقلق من سياسات جديدة
جلال موسوي، نائب رئيس اتحاد سائقي الشاحنات، صرّح لموقع “انتخاب” أن أكثر من 50% من أسطول الشاحنات في إيران متهالك، وبعض المركبات تعود للحرب العالمية الثانية.
وأضاف أن بعض الشاحنات تستهلك حتى 70 لتراً من الديزل لكل 100 كلم، ما يفاقم الخسائر ويزيد الضغط على السائقين.
وانتقد موسوي خطة التسعير الثلاثي للديزل، معتبراً أنها قد تؤدي إلى زيادات عامة في الأسعار. كما أشار إلى أن نظام تحديد الحصص لا يعكس المسافات الفعلية التي يقطعها السائقون، ما يجبرهم على شراء وقود بسعر حر.
ورفض موسوي اتهام السائقين بتهريب الوقود، قائلاً:
“من غير المنطقي أن يُتّهم سائق بحصة 200 لتر بالتهريب. التهريب الحقيقي يتم عبر السفن وبكميات ضخمة.”
◾ تداعيات اقتصادية محتملة
يشكّل النقل البري نحو 70% من حركة الشحن في إيران، ما يجعل استمرار الإضراب تهديداً مباشراً لسلاسل الإمداد، وتوزيع السلع الأساسية، وعمليات الإنتاج والبناء.
وتخشى الحكومة من تفاقم الأزمة الاقتصادية واندلاع موجة جديدة من الاحتجاجات نتيجة نقص السلع وارتفاع الأسعار.
كما أن تعطل الشاحنات يهدد حركة الترانزيت الدولية لإيران ويُلحق خسائر بمليارات التومانات في قطاعي التصدير والتجارة.
(المصدر: أندبندنت باللغة الفارسية)






